السبت، 23 مارس 2013

من كلام د.خالد المنيف، الجزيرة عدد13850

من الأمور المعينة على التغيير، والتي ربما يغفل عنها البعض، أن تحيط نفسك بمجموعة إيجابية، والبداية تكون بأن تتأمل في أوضاع مَن حولك ثم تصنيفهم إلى سلبيين وإيجابيين ثم قرر الابتعاد ما أمكن عن السلبيين، والتواصل مع الإيجابيين والاقتراب منهم، ولا تنسَ أن تشعرهم بقراراتك الجديدة، وبالتغيير الذي طرأ على حياتك؛ فهم قوة دافعة لك في رحلة التغيير.
كما أوصيك باختصار المسافات؛ وذلك بالبحث عن الناجحين في المجالات التي تهواها في مَن حولك، واسألهم التوجيه والنصح، واصنع ما صنعوا؛ مختصراً المسافات، ومستفيداً من تجاربهم.
أخي العزيز.. في رحلة التغيير سيتربص بك أعداء أخطرهم هو ما يسمى الناقد الداخلي، وهو صوت في أعماقك لا يفتأ يذكرك بتجارب الماضي وسقطاته، وكيف أنك جربت ولم تنجح؛ محاولاً إعاقتك عن المحاولة؛ فدعه ولا تلتفت إليه؛ فأغلب الناجحين في الحياة يقيناً قد مروا بمحطات إخفاق، وما زادهم ذلك إلا ثباتاً وصلابةً. ومن الأصدقاء المعينين لك في رحلة التغيير تقنية مكافأة النفس؛ فجرب أن تكافئ نفسك بعد أي تقدم والتزام؛ فالنفس تزداد قوتها، وتتعاظم قدرتها بأسلوب المكافأة، وأعد نفسك برحلة أو بجهاز أو بوجبة، وستجد نفسك أكثر صبراً وأقوى عزيمة.
أخيراً، أخي الحبيب، تذكر أنك خلال رحلة التغيير عرضة للارتداد؛ فلا تبتئس، وإياك أن تقول: انتهى كل شيء أو أنا فاشل؛ فتعود إلى حيث كنت! فإذا فاتك التزام اليوم فلا يفوتك في الغد، واحذر ما يطلق عليه علماء النفس اسم (تأثير انتهاك قرار الامتناع)، وهو يعني انتهاج أسلوب الكل أو لا شيء، وهو أسلوب رديء في التعامل مع الأحداث والأشخاص.. وفقك المولى، ورعاك، وجعلك مباركاً أينما كنت.